حصري فقط على مدونتنا
حين تذوب المبادئ والأخلاق وتنطمس المعاني السامية لتفسح المجال للصراعات على السلطة والمال ويكون البقاء للأقوى كما يُقال .. ويستمر صراع العمالقة ليخلِّف ضحاياه من الصغار ، فيتمنّوا الموت وهي كلمة هم قائلِها ظنّاً منهم أنه كلمة الخلاص من العذاب المقيم .. ويتمسّك الطغاة بالدنيا أكثر وأكثر ويخشى كل واحد منهم أن يموت قبل أن تحط قدمه على آخر مايمكن ليده أن تنهبه ولاينسى أن يأكل أموال الناس بالباطل ويدلي بها إلى الحكّام ليأكلها بالباطل فما عادوا يأكلون فريقاً ويتركون الفريق الآخر للمظلومين .. حينها يكون قد تمكّن الوهن من قلوبنا وتوغّل فيها ..
ما خشي رسول الله صلى الله عليه وسلّم على أمته الفقر بالرغم ما يسببه الفقر من عواقب وقد يجعل المرء يكفر لكثر شكواة واعتراضه على فقره " عدم الإيمان بالقضاء والقدر" ، ولكنه خشي علينا الوهن وحين سُئل عن الوهن أجاب و أفاد " الوهن حُب الدنيا وكراهية الموت " .. الوهن أي الضعف فحُب الدنيا وكراهية الموت هما ما أدّى إلى ضعف الأمة الإسلامية و لمن قرأ في تاريخ الأمة الإسلامية أو سمع فإنه سيجد إن معظم الحالات التي خسر فيها المسلمون كانت حين مالت نيتهم من الإخلاص إلى الدنيا كما في " غزوة أحد " حين نزل الرماة لإقتسام الغنائم , وفي إحدى معارك المسلمين في الأندلس كانت الغلبة لهم حتى أُشيعَ أن الغنائم تفّرقت فألتفت المسلمون إليها فانهزموا .. وضاعت الأندلس من المسلمين حين طمع كل من حكّامها لأن يكون له شأن في الدولة و يرقى لكرسي يشبع غريزة التملك .. لا أبالغ بكل ما أقول ولكن هذا ما يُرى رؤيا العين لكل من ينظر حوله سوا كان مؤيد أم معارض له ..
" بعيد الشر " هذه ردّة فعل من يُذكر لديه الموت إلاّ من رحِمَ ربي , وكأن الموت سيكون بكلمة فلان .. حقيقة الأمر علينا أن نخشى من الموت لأنه من ورائه برزخ إلى يوم نُبعث و لكن خشية فيها رجاء وطلب لرحمة الله بنا فما أكثر ذنوبنا ولولا ستر الله علينا لما احترم بعضنا بعض ولو أن العباد تشم رائحة المعاصي لما اقترب أحدنا من الآخر ولكن رحمة ربنا الرحمن الرحيم سبقت ووسعت كل شيئ ..
ومن أشدّ الأمثلة وضوحاً على حُب الدنيا هو تمسّك الحكّام بالسلطة وتوريثها لذريتهم وكأن كرسي الحكم شيئ يمتلكونه وكذلك عدد الأعوام الذي يحكمون فيها الدول فهي تدوم لعشرات الأعوام وفي أغلب الأوقات تكون مفتوحة الأمد لايفصله عنها إلاّ الموت ، فما عادت أمتي تقول للظالم يا ظالم لذا فكل ظالم يمادى في ظلمه وينسى أنه إن خلت الدنيا من الحساب فالآخرة هي دار الحساب ..
الوهن هو استسلام حكّام الدول العربية لاسرائيل وامريكا تحت مسمّى " السلام " أي سلام هذا !! ، يرون فلسطين كل يوم هي أردى من الذي قبله ، الغارات والقتلى في كل مكان ولايقومون بشيئ أبعد من إخراج ألسنتهم لطلب الرحمة من الطاغوت " اسرائيل " ، وحين قامت حركة حماس نصرهم الله ، هاج حكّام الدول العربية منددين بما قامت به حركة حماس من ضرب ... يُقتل الكثير من الفلسطينيون يومياً على مسمع ومرأ الكثير ولانسمع ضجة ولكن في حين قُتل جندي إسرائيلي واحد نسمع ضجيج يشبه دوي المدافع .. لأن حكّام الدول العربية أحبوا الدنيا وما فيها من ملذّات وكرهوا الموت فخافوا على أنفسهم أن يحلّ بهم مايحلّ بفلسطين ولخذلانهم بعضهم البعض علِموا أن لن يخلِّص بعضهم بعضا .. فإن الوهن أصابهم فحان الآوان لإجتثاث هذا العضو المريض من جسد الدول العربية؛ لأن الشعوب العربية هائجة ولاترضى بما يحصل ولولا حكّامهم لكانوا أحرار مُحرِرين ..
"نسعى إلى الدنيا والانغماس فيها قدر المُستطاع وبكل ما أوتينا من قوة وننسى التفكير في عمل شيئ لآخرتنا " هذا الحديث بالطبع لايشمل الجميع ولكني أوجهه إلى نفسي قبل أن أوجهه لأي أحد آخر ..
أكتب مقالي هذا ولكن الكلمات لاتسعفني للتعبير عما بداخلي وعما حولي وأنا لا أُنزّه نفسي عما تحدّثت به ولا أقول بأني أفضل من غيري ولكن أحببت أن ألفت انتباهاً لقضية مهمة ... أتمنى من الله أن يكون لمقالي هذا أثر طيب و إن كان صارم فهو حق والحق ما ترك لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه صاحب كما قال هو ... اعتذر إن كانت هناك كلمة آذت أحداً ..
.. اللهم لاتجعلنا من اللذين ضلّوا واضلّوا ..
.. اللهم لاتجعلنا من اللذين ضلّوا واضلّوا ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق