حصري فقط على مدونتنا

صلاحٌ وإفساد ..إصلاح وفساد

بواسطة Unknown يوم الاثنين، 1 سبتمبر 2014 القسم : 0 التعليقات


حيثما وُجِدَ فساد فلابد من إلحاق من يكبح الفساد ويحاكم المفسدين ثم يتدارك بسرعة ويتولّى الإصلاح .. هذا ما كان مُتعارف عليه في قرون مضت فما عدنا نجد من يحمل القليل من رائحتها " حسرة وعبرة تقتلاني" . أمّا الآن و منذ أزل ليس ببعيد عُكست الآية هذه ولم تكن الوحيدة فقد سبقها الكثير من الآيات .. المهم أنه حيثما وُجِدَ الصلاح فإنه تُقام محاكم وتُنصب المشانق للمصلحين ويتم الإعتذار للمفسدين أمام الملأ ويتم تبرءتهم من تهمهم بالفساد ...

ما الذي دفع هذا القلم الذي تحكم يدي القبض عليه لكتابة هذا المقال ، ما الذي حرّكة بعد أن سكنتُ وسكن هو معي؟! .. كم يمكن أن أستطيع السكون . كيف وأنا إنسان أحيا ، أشاهد ما يحدث حولي، وما يحدث حولي لم يعد صغير متخفّي بل خرج لعالم النور ويكبر كل يوم شيئاً فشيء و أنا من أصحاب الأقلام الحرّة فلا يمكنني أن لا أكتب ما أراه وليتني أستطيع التغيير بهذا القلم بل آمل ذلك ...

أدرك العدو أن ليس بالضرورة أن يكون لدية الدبابات والطائرات القاصفة ليفسد فينا ويحتلنا بالرغم أنه لم يقصّر في استخدامهما ، لكنه أدرك حقيقة الاحتلال الحقيقي وهي إحتلال الفكر وهو من أخطر أنواع الاحتلال ؛ لأنه احتلال الفكر يؤدي إلى رضوخ الجسد بأكمله لما يريده المحتل .. إذاً يجب إصلاح الفكر .

يقول أحد المستشرقين ..
إذا أردت أن تهدم حضارة أمه فهناك 
وسائل ثلاث هي :

* أهدم الأسرة ..
* أهدم التعليم ..
* أسقِط القدوات والمرجعيات ..

* لكي تهدم اﻷسرة : 
عليك بتغييب دور ( اﻷم ) اجعلها تخجل 
من وصفها بـ" ربة بيت " ..

* لكي تهدم التعليم : 
عليك بـ( المعلم ) لا تجعل له أهمية في 
المجتمع وقلل من مكانته حتى 
يحتقرهُ طلابه ..

* لكي تسقط القدوات : 
عليك بـ( العلماء ) اطعن فيهم قلل 
من شأنهم ، شكك فيهم حتى 
لايسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد ..

فإذا اختفت ( اﻷم الواعية )
واختفى ( المعلم المخلص )
وأسقطت ( القدوة والمرجعية والعُلماء )
فمن يربي النشأ على القيم ؟!!

جميع من سعى للإصلاح كانت تُدبّر له المكائد للخلاص منه بأسرع وقت ، فكم من حاكم سعى لإصلاح الفساد الذي خلّفه الغرب والعملاء المرتشون المتواطؤن معهم في بلادنا العربية كان مصيره الأغتيال أو العزل باسم الشعب !! ، أي شعب هذا الذي يعزل وينفي من يُصلح له بلده !! ، لا وربّي إن من عزل حاكم أو مصلح ما هو إلاّ مفسد مندس متخفّي في لبس مواطن محب وهذا منذ الأزل ، منذ ظهور المنافقون الذي يبدون الصلاح ويكتمون فساد عظيم في قلوبهم يتربّصون لحظة ضعف الأمة فينفثوا ذاك السم الذي في يكمن أحشائهم ..

ما أراد الغرب أبداً الخير للعرب ولو أنهم أرادوا الخير فعلاً لما ذاعوا فيها الخراب سواء بأيديهم أو بأيدي أبناء بلدها الخونة ، ولم يظهروا بحقيقة الاحتلال وحاولوا قدر الإمكان أن يجعلوا العرب هم من يفسد في بلادهم حيث كان يبحثون عمن يمكن شرائه ببضع دراهم بخسة ثم يدسّونه بين أخوته ليخونهم ويمهّد الطريق للمحتل بشتى الوسائل ولم يكن السلاح الحقيقي هو المدفع وإنما السياسة التي قال العرب "أنها لعبتهم".

إن كانوا يريدون الإصلاح فعلاً فهناك العديد من الدول التي بها الخراب والفقر والأمراض والتي كانت أشد حاجة إلى الإصلاح فلما لم يمدّوا أيديهم إليها ؟! ، هذا يثبت فسادهم فمنذ أن تدخّلوا في كل شيء حتى انهار كل شيئ .... 

أغرق الغرب قديما الدولة العثمانية والتي كانت الخلافة الإسلامية والتي ضمّت " بلاد الشام،مصر،تركيا،المغرب،تونس، وكانت في توسّع" بالديون حتى يُخضعوا رقابهم فيقتطعوا من جسم دولة الخلافة جزءأجزءا . حدث ذلك ظناً من والي مصر بأن يحذو حذو الغرب لما كانوا فيهم من التقدّم ولكنه للأسف ركّز على جانب الترف والبذخ والمظاهر ونسي جانب التعليم فكان غالب الشعب جاهل وظلّت الغرب تمدّه بالمال دون تذكيره حتى تراكمت عليه الديون فأثقلت كاهله وكاهله الدولة العثمانية ..

فاقم السلطان عبدالحميد الثاني معظم ديون دولة الخلافة وحتى قيل أنه دفع من ماله الخاص .. بعد زمن ، عزله اليهود الفاسدون باسم الشعب وبفتوى شرعية تحت إجبار ؛ لأنه رفض تمليكهم فلسطين ورفض تركهم يعيثوا الفساد ؛ لأنه مصلح ... لا أريد ن أعود لعصر الأمويين أو العباسيين أو حتى الدولة العثمانية ولكني أردت توضيح مسار المصلح على مرّ التاريخ ولا ننس ما لاقاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم ؛ لأنه أراد إصلاح الفكر والروحانية لدى البشرية ..

انظر حولك بتأمل وراقب كل ما يجري وتابع تحرّكات الدول وانظر ما الأسس التي تتحرّك وفقها ستجدها بروتوكولات وضعها الغرب بقصد إخضاع الجميع لها ، بروتوكولات ظاهرها الإصلاح في دول العرب وباطنها الاحتلال .. أول احتلال واضح هو المناهج الدراسية وكما قلت الاحتلال الفكري ، ليس ضرر في أن نتعلّم ونواكب العلوم التي وصلوا إليها لكن الضرر في عدم التمييز بين ما يتوافق مع ديننا وما يخالفه ، على سبيل المثال فأن علوم المصارف دراسات غربية تتبع الربا الواضح مغلّف بأسماء توهم الطالب بأنه ليس ربا مثل " الأرباح ،الزيادة والفائدة ".. وهناك الكثير مما يجب إعادة إصلاحه في الكتب التعليمية واترك التدبّر لك أيها القارئ ،،،

ولا ننس دورالتقليد الأعمى في الفساد الكبير ولكن حتى يُبتلَع هذا الطعم كالعاده فإنهم يُلبسونه اسماء آخرى كالموضة والتحضّر الغربي والحرية ونزع رداء الرجعية وهو في أصله تقليد أعمى للغرب وهو ما يؤدي إلى فساد أخلاق الشباب ومبادئهم ، بالطبع أتحدّث عن التقليد السلبي بكل جوانبه .. وكذلك الواسطة أكبر وسائل الفساد والإفساد يجب التخلّص منها ؛ لأنها وللأسف تُستخدم لحماية المفسدين وعزل المصلحين من ساحة الأحداث وهناك الكثير ممن هم أخبر مني في ما تسببه من فساد وإفساد هذه السوسة ..

تحدّثت كثيراً عن الفسادالذي يخلّفه الغرب في أوطان العرب وهذا لا يبرّء العرب أنفسهم من المساهمة في الفساد والإفساد وأوضح دليل على ذلك هو أن تركوا المفسدين يعيثوا في الأرض الفساد ولم يردعوهم عنه . بالطبع أنا أتحدّث عن كل من تركهم وهو قادر على الردع وبدأ ذلك بعد أن زادت الأطماع وأصبح التفكير فردي ولم يعد هناك الكثير ممن يهتم بمصير الأمة بأسرها وأنما أقتصر التفكير في مصير الفرد ومن يعيش تحت كنفه من عائلته .. أنظر حولك قبل أن تجادلني في أي شيئ فأنا لا أهذي "لا أخرّف " وإنما أنقل ما أراه من حولي ولا أنكره وهذا هو الفرق بيننا وبين من يأبى التحدّث لعلمه أنه لن يحدث تغيير بالرغم أن الجميع يرى ليس لجلو البصيرة وإنما هذا أصبح جلي في وضح النهار ..
  
نريد الإصلاح في دولنا ، ولكننا نصمت عن الحق ونتستّر على الفساد ولكلٍ أسبابه إمّا خوفاً من أشخاص أولي سلطة أو خوفاَ على مصلحة أو  يكون ضعفاً ، أياً كان السبب فهذا ليس سبب للصمت فإن الصمت عن الفساد فساد أكبر والتستر عليه يعني في عقول الآخرين رضاً عن الفساد .. ربما لايكون الحاكم هو المفسد ولكن حاشيته تتحاشى نقل الفساد الذي خارج إطار قصر الحكم ربما لمصلحتها مع الغرب وأن زوال هذا الحاكم من قِبل شعبه سيؤدي إلى اضطرابات فستستغل الدول الطامعة فتعيّن دمية لها على هذا الشعب وتدّعي الإصلاح وهي رأس حربة الفساد.. 

وإن نخر السوس فهذا لا يجب أن يقيدنا لأن هذا ما يريده كل طامع وأول خطوة للإصلاح هي اسلوب التربية ، نعم أسلوب التربية ؛لأن الأمل في الأجيال القادمة .. الأجيال القادمة + التربية الصالحة = أمة سوية صاعدة . نغرس حب الصلاح والإصلاح في نفوسهم ونبذ الفساد ولابد أن نبدأ لابد .. أعلم أن هناك من يرى أن ما أقول كأنه من ضرب الخيال ولكننا إن آمنا به فإنه لن يبقى من ضرب الخيال فحسب ويجب أن نتحلّى بالصبر والحكمة ، الصبر والتخطيط الصائب .. فكم عاد الصبر والتخطيط الحكيم على الكثيرين بما أعتقد الكثير باستحالة حصوله وأكبر مثال هو هجرة اليهود إلى فلسطين فلقد سعوا لها منذ الأزل وصبروا وخططوا حتى وللأسف أمتلكوها ولابد أن نسترجع ما أُقتطِع منا ... لاتيأسوا .. أمتي هيا استيقضي وأمسحي دمع الأسى .. نعم نرى الأمل يكاد يقفز من الأجيال التي سننجبها ونربّيها على الرفعة والعزّة للإسلام وكما يُقال " أشتدِّ أزمة تنفرجِ قد آذن ليلك بالبلج " .. 


الأجيال القادمة + التربية الصالحة = أمة سوية صاعدة 




0 التعليقات:

:)) ;)) ;;) :D ;) :p :(( :) :( :X =(( :-o :-/ :-* :| 8-} :)] ~x( :-t b-( :-L x( =))

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة حياتي لله. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الحمد الله الذي وفّقنا لإنشاء هذه المدونة المتواضعة و نبرأ ذمتنا أمام الله من أي استخدام يغضب الله لأي برنامج تم تحميله من مدونة حياتي لله