ضمير للبيع !! .. نعم عزيزي القارئ لا
تستغرب العنوان ؛ لأنه ليس من ضرب الخيال بل هو في واقعنا و بكثرة . هناك الكثير
من الضمائر المُباعة و أخرى قيد البيع و كل ضمير له سعره المختلف وذلك يعتمد على
البائع و كرم المشتري و كذلك الغرض المّباع من أجله
.
قبل زمن سمعنا أن هناك قاضٍ باع ضميره
أو أجّره بربع مليون ريال سعودي , تخيّل فضاعة الموقف , لكن إلى كل قاضٍ أقول :
" حين تقف أنت ومن رفع مظلمته في الدنيا بين يدي الله ، إلى أين ستوجّه نظرك؟ وبما ستجيب ؟ هل ستكذب بالسهولة ذاتها التي برعت بها في الدنيا ؟! ,, اترك السؤال لك و لضميرك
".
ذكرت تلك الحادثة ليس لذاتها و إنما
كأحد الأمثلة الواقعية في عصرنا الحالي ، دائماً الباطل يبدأ في توجّس و خيفة من
أن ترفضه الفطرة السليمة و لكن للأسف لا يتركون الفطرة السليمة على حالها و إنما يبدأون
في التغيير فيها شيئ فشيئ و بطريقة لا توحي بأن هناك خُبث أو سوء نية حتى يُسهل
إدخال الظلم بعد ذلك .
حين يشهد شخص زوراً يكون قد باع ضميره و
كذلك عهده مع الله بأن عصاه ,, حين يرتشي الموظف و يقبلها ليتم معاملة بسيطة و
يرفض إتمام أخرى ؛ لأن صاحبها مسكين لا يخطر بباله الرشوة
.
الموضوع الذي يشتعل داخلي و يقهرني
بشدّة ,, حين ترى الدول العربية و الإسلامية إخواننا في جميع دول العالم يُضطهدون
من قِبل أمريكا و إسرائيل و غيرهما و يسكتون وذلك بدافع السلام . أي سلام هذا !
الذي يسكت فيه الضعيف بل هم الجُبناء بائعي ضمائرهم و سيظلون صامتون ما دامت تلك
الدول تدفع لهم المبالغ التي تسكّن ضمائرهم و كلما حاولوا التحرّك يُدفع لهم جرعة
أكبر حتى تدمنه ,, السلام لا يكون سلام من الضعيف بل من القوي .. سبب ضعفنا
هو بُعدنا عن الإسلام و بالأحرى حين قامت الدول العربية الإسلامية و و للأسف بفصل
الدين عن الدولة و قصر الدين على المساجد
..
قيل قبل عدّة أيام أن مملكة البحرين
حضرت الخمر من المملكة , و كأنه كان المفروض أن يدخل البلد من الأصل , إن كان غير
المسلمين يريدون شربه فالدولة ليست مسؤولة عن توفيره ؛ لأنه ليس من أساسيات الغذاء
, و كلمة " الحرية " هي في ممارسة عباداتهم و ليس بشرب و أكل المحرّمات .
حين ترى الإعلام يمدح الطالح و يذم
الصالح فاعلم إنما هي ضمائر مُباعة خلف تلك الشاشات , و أقلام سامّة تخط سمها على
ورق ستنهي مسيرة عظماء .
حين تسمع مفتي يحلل حرام و يحرّم حلال
فاعلم أن هناك ضمير مُباع خلف تلك الفتوى .. أضاعوا عهد الله من بعد ما عاهدوه ,
صدق النية و لكنهم نقضوه و باعوا ضمائرهم فاشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً و لكنكم
حين تسددون هذا الثمن سيكون كبيراً فلنتقدروا على تحمّل سداده إلاّ بالرجوع إلى
الله قبل فوات الأوان .
عودوا إلى الله و اشتروا ضمائركم هذه
المرة و نقّوها و أعيدوا عهدكم مع الله و توبوا إليه فإنه يقبل التوبة عن عباده و
يغفر الذنوب و أعيدوا مصدر قوتكم " إسلامكم " و اربط دولتكم
بدينكم وستعود الخلافة في الأرض للمسلمين .. حين كنا ملتزمين بعهد الله كانت الدول
خاضعة لنا و حكمنا مشارق الأرض ومغاربها و بقوة ، لكن بعد أن حدنا بشدّة عن
طريق الله لزمتنا الذلة و كما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : " نحن
أقوام أعزنا الله بالإسلام ’ فإن ابتغينا العزة بغير الله أذلنا الله " .
ليست كل الضمائر بيعت ،
فهناك لا زالت الكثير و الحمد لله النظيفة التي لم تُباع ..
هذا قليل مما يجول في
خاطري و هناك الكثير الذي لا أدري كيف قد أُ عبّر عنه ..
جميع الحقوق محفوظة لمدونة حياتي لله. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
0 التعليقات:
إرسال تعليق