قد يتسآل البعض كيف يكون حي أو ميت و هي في كلا الحاتين عائش و هناك فرق بين حي و عائش لأن العائش يأكل و يشرب و ليس بالضرورة أن يكون قريب من الله أي أنه كالأنعام كقوله تعالى " و أما من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا " و الحي هو القريب من الله و الذي يكون قلبه حي بقربه من الله كقوله تعالى " و لنحيينه حياة طيبة " .
يحيى القلب بقربه من الله و يموت بابتعاده عن الله و إن مات القلب فترحّم على الجسد و إن كان العقل حي لأنه ليس كما يعتقد الكثير بأن العقل هو المسوؤل الرئيسي عن جميع وظائف الجسد بل أثبتت دراسات أن القلب هو المسوؤل بالدرجة الأولى عن العقل و لنعطي مثال في العمى : حين يصاب المرء بعمى البصر(العين) و آخر بعمى البصيرة(القلب) أيهما يهلك ؟ الهالك هو أعمى البصيرة لأن أعمى البصر يرى بنور الله فلا يحتاج لنور الشمس أما الآخر فهو قد فقد نور الله .
كما قال شيخنا الجليل الداعية عمر عبدالكافي : "إن القلب إنقطع عن الدروس الدينية لثلاثة أيام فإن القلب يموت" و أعلم أن الكثير ممن يشاهد الدروس الدينية و ينقطع عنها سيؤيد كلامي و إن كانت هناك معصية يفعلها و إن كانت بسيطة فإنه قد يعود إليها و لكن لما الإنقطاع ؟؟! صحيح قد تكون هناك ظروف و لكن كما أن تلك الظروف ضرورية لإحياء الأجساد فكذلك علينا أن نسعى جاهدين لإحياء قلوبنا .. لمن لا يقدر أو لا يملك وقت كافي أقول له على الأقل كل ثلاثة أيام احضر درس و يشترط في مشاهد الدرس أن تكون النية خالصة لله أي أنك تشاهد الدرس لله و هدفك هو إبقاء قلبك حي بذكر الله و كذلك لا تنس الصلاة ( لمن لا يصلي أو المتهاون فيها فهي أول ما يُحاسب عليه العبد) و كذلك اجعل لك ورد من الاذكار تقرأه كل يوم فهذا يبقي قلبك حي و لسانك رطب .. و كذلك للأعمال الخيريو جزء في حياة القلب..
اعتذر إن كنت قد أطلت ... جعلنا الله و إياكم من أصحاب القلوب الحية و ليست العائشة ... اللهم آمين
جميع الحقوق محفوظة لمدونة حياتي لله. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
0 التعليقات:
إرسال تعليق